عبدالإله فهد الشايع صوت الابن وقلم الإنسان


بكل فخر وامتنان، يبرز في المشهد الثقافي والأدبي والاجتماعي اسم عبدالإله فهد الشايع، الابن الذي حمل على عاتقه إرث والده فهد بن ناصر الشايع، فوثّقه بحسٍ أدبيّ، وخلّده في رواية عنوانها مؤلمٌ في ظاهره، عميقٌ في جوهره: “حي بشهادة وفاة”.




️ عبدالإله فهد الشايع: صوت الابن وقلم الإنسان

عبدالإله ليس كاتبًا عابرًا ولا راوٍ يسرد سيرة عائلية، بل هو صوت جيل يعيد تعريف الحزن والامتنان والذاكرة. اختار أن يتكلم عن والده لا من منطلق الحزن وحده، بل من زاوية الخلود الأدبي والإنساني. فجاءت روايته مزيجًا بين التوثيق والبوح، بين الحكمة التي تعلمها من والده، والدهشة التي رآها بعد رحيله، والفراغ الكبير الذي تركه ذلك الغائب الحاضر.



فهد بن ناصر الشايع: رجل أعمال، ورجل أفعال

فهد بن ناصر الشايع لم يكن مجرد رجل أعمال ناجح، بل كان نموذجًا متفرّدًا في البذل والعطاء والمسؤولية الاجتماعية. جمع بين الحزم الإداري والتواضع الإنساني، وكان حريصًا على دعم التعليم والمشاريع الخيرية داخل المملكة وخارجها. أسس شركات رائدة ومبادرات مؤثرة، لكنه ترك الأثر الأعمق في القلوب، لا في الحسابات.



“حي بشهادة وفاة”: رواية الألم النبيل

في روايته “حي بشهادة وفاة”، يقدم عبدالإله عملاً أدبيًا مختلفًا، مليئًا بالحب المكبوت، والرسائل غير المرسلة، والحزن المتماسك. لا يكتفي الكاتب بسرد سيرة والده، بل يدخل إلى عمق الأسئلة الوجودية التي يطرحها الفقد: من نكون بعد من ربّانا؟ هل يموت من أنجب القيم فينا؟

الرواية ليست تأبينية، بل تجسيد لحياة لا تزال تنبض في تفاصيل البيت والذاكرة والمواقف. هي شهادة حيّة من ابن لم يمت والدُه في قلبه، فكتب عنه وكأنه لم يرحل.



️ خاتمة

ما بين فهد الأب، وعبدالإله الابن، خيط من الوفاء والنُبل، نسج قصةً ليست ككل القصص. وها هي “حي بشهادة وفاة” تخلّد اسم رجل، وتعرّفنا بابنٍ شجاع، يحمل في صدره صدى من أحبّه، وفي قلمه صوت من ربّاه.

رحم الله فهد بن ناصر الشايع، وبارك في عبدالإله، ودام القلم وفياً كما كان القلب

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *